السلطان قطز : قاهر جموع التتار

السلطان قطز : قاهر جموع التتار

لطالما اعُتبر السلطان قطز قائداً تاريخياً استثنائياً، وذلك نتيجة نجاحه في التجهيز لمعركة عين جالوت التي تعتبر واحدة من الأشهر في التاريخ الإسلامي، ولطالما كان اسمه أيضاً مقترناً بالملك الظاهر بيبرس قائد جيش المعركة، إلا أن المفارقات في هذه الأحداث كانت كثيرة، فعلى الرغم من شهرة الملك قطز الكبيرة فقد كانت حياته قصيرة، ولم تتجاوز مدة بقائه في الحكم سنة واحدة، وذلك مقارنة بالملك الظاهر بيبرس الذي أوفر حظاً منه بقيادة بعدد هائل من المعارك والحروب والفتوحات، والتي لم يحضر الملك قطز منها سوى أوائلها، وهي التصدي للحملة الصليبية السابعة على مصر، وإيقاف زحف المغول على العالم الإسلامي ومصر وتحرير كامل الشام من وجودهم.

أبو حامد الغزالي : شيخ الإصلاح الاجتماعي

أبو حامد الغزالي : شيخ الإصلاح الاجتماعي

تعد شخصية الإمام الكبير شيخ الإسلام أبو حامد الغزالي مركّبة جداً، فقصته متنوعة وتصلح كمادة دسمة للعديد من الجوانب العلمية الشرعية والاجتماعية، فهو إمام كبير في الفقه الشافعي وأصوله، وهو أيضاً فيلسوف إسلامي على المستوى العالمي، وأيضاً متصوف من كبار أئمة الصوفية، وقد كُتبت عنه الكثير من الأبحاث في مجالات الدراسات الاجتماعية وعلم النفس، ولكنّ ما نريد التركيز عليه في هذا العرض المختصر هو جهوده الإصلاحية في الفترة التي تزامنت مع الحروب الصليبية، فما هي أعمال الإمام محمد الغزالي في هذا المضمار تحديداً؟ وكيف كانت لشخصيته المتعددة الجوانب أكبر الدور في المساهمة بإطلاق حركة إصلاح نهضوية ثرية وعابرة للتخصصات التقليدية؟ وذلك بأفضل مما فعل رجال النهضة الأوروبية بعد ذلك بعدة قرون.

نظام الملك: وزير النهضة الإصلاحية

نظام الملك: وزير النهضة الإصلاحية

تُعد شخصية الوزير السلجوقي نظام الملك (408 هـ 1017 م – 485 هـ 1092 م) مجهولة نسبياً في أوساط الجماهير حالياً كما كان ذلك في الجيل السابق، حيث يعود الفضل لبعض الأفلام والمسلسلات التاريخية في التعريف بهذه الشخصية الكبيرة، وبالرغم من ذلك فلا يزال هناك نقص كبير في الربط بين نهضة عصر صلاح الدين وبين إصلاحات ومدارس الوزير نظام الملك، حيث لا يزال الغالبية من الناس يتخيلون أن ظهور القائد الرباني هو الحدث الفيصل والأمر الحاسم في نهضة الأمم، وهذا على خلاف ما هو معروف في أحداث التاريخ، إذ إن ظهور شخصية القائد إذا لم تتزامن مع وجود جيل مستعد للنصر فلن يعدو قائداً مثالياً منبوذاً، أو يتم اعتباره سابقاً لعصره في أحسن الأحوال. 

الدولة الزنكية: من عماد الدين إلى نور الدين زنكي

الدولة الزنكية: من عماد الدين إلى نور الدين زنكي

تعتبر الدولة الزنكية أو الدولة الأتابكية مرحلة فاصلة وغير اعتيادية في تاريخ العالم الإسلامي، فقد شكلت جسر الأمل بين فترة سقوط بعض من بلاد المسلمين بأيدي الصليبيين، وفترة بداية حركة الجهاد والتحرير التي وصلت إلى ذروتها في الفترة التالية وهي فترة الدولة الأيوبية. ومع ذلك فإن الجذور الفكرية والإيمانية لانطلاقة الدولة الزنكية تعود إلى دولة السلاجقة، والتي قامت على أهداف كثيرة من ضمنها تحرير الخلافة العباسية من السيطرة البويهية الباطنية، بالإضافة للقضاء على دول شاذة أخرى مثل دولة القرامطة، إلا أنها لم تتمكن من تحرير العالم الإسلامي من الدولة الفاطمية الرافضية، والتي كانت من أسباب ابتعاد المسلمين عن دينهم الصحيح، فقامت الدولة الزنكية بهذه المهمة على خير وجه، وهذا هو أعظم إنجازاتها إضافة إلى التمهيد للتحرير.

معركة جالديران بين الصفويين والعثمانيين

معركة جالديران بين الصفويين والعثمانيين

تعتبر هذه المعركة من أهم المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، فهي ليست مجرد معركة بين مذهبين أو دولتين مختلفتين في المذهب، كما أنها أيضاً ليست مجرد صراع وتنافس على قيادة العالم الإسلامي مثل ما حصل بين العثمانيين والمماليك. ومن الضروري أولاً توضيح أن هذا المقال هدفه السرد التاريخي ولا يهدف للانتصار لمذهب على حساب آخر، فقد كانت الدولة الصفوية متطرفة وليست فقط شيعية المذهب، تماماً مثل حال دولة داعش التي كانت مشكلتها أنها متطرفة وأضرت بالمسلمين من كافة المذاهب والطوائف.

دولة المماليك: من التأسيس إلى السقوط

دولة المماليك: من التأسيس إلى السقوط

لم تكن دولة المماليك في التاريخ الإسلامي مجرد دولة صغيرة عابرة، بل أصبحت امبراطورية مركزية كبرى في تاريخ الحضارة اﻹسلامية والعالمية، وهذا بخلاف كثير من الدول الصغيرة التي كانت ظهرت واختفت من حين ﻵخر على أطراف الخلافة العباسية، وقد أصبحت دولة المماليك هي القيادة اﻹسلامية الكبرى البديلة الذي ظهرت على مسرح الأحداث بعد سقوط الخلافة الإسلامية في بغداد، وبالرغم من قيامها بإحياء الخلافة العباسية من جديد في القاهرة، فقد ظل الخليفة منصباً شكلياً بينما تركزت السلطة الفعلية بيد السلطان المملوكي، وهذا مماثل لحالة الدولة الأيوبية التي كانت هي التي تحكم بشكل فعلي بالرغم من وجود الخليفة العباسي اسمياً في بغداد، وقد استمر حكم المماليك من سنة 648هـ 1250م، حتَّى سنة 923هـ 1517م.

معركة القادسية

معركة القادسية

خلفية تاريخية

كانت الفتوحات اﻹسلامية في بدايتها سريعة بشكل غير معهود مقارنة بفتوحات أي امبراطورية كبيرة أخرى، فقد استغرق الفرس والروم عشرات ومئات السنين لغزو البلاد والدول من حولهم، بينما لم يستغرق المسلمين منذ الهجرة النبوية حتى فتح مصر سوى 20 عاماً. ويعود السبب في ذلك إلى أن نهوض الأمم وقيام الدول الكبرى يحتاج إلى وقت طويل، وفي حالة دولة اﻹسلام لم تكن المعجزة بعدم الحاجة لزمنٍ طويل، ولكن بوقوع التحضير المسبق بتقدير رباني.

فقد سبقت البعثة النبوية كثير من التحضيرات والإرهاصات التي من أهمها سيطرة قريش على مكة، كما سبقت الحرب اﻷهلية في يثرب الهجرة النبوية، والتي مهدت لنجاح تأسيس الدولة الجديدة، أما التحضيرات الربانية لفتح الشام والعراق فكان من أهمها وقوع الحرب الساسانية البيزنطية 602-628 م بين الفرس والروم قبلها، باﻹضافة إلى كثرة الاضطرابات والصراعات الداخلية عندهم.

الدولة الأيوبية

الدولة الأيوبية

اشتهرت الدولة الأيوبية في تاريخ العالم الإسلامي أكثر من أي دولة إسلامية أخرى عدا الخلافة، وذلك بسبب نجاحها بتحرير القدس من سيطرة الصليبيين بقيادة مؤسسها صلاح الدين الأيوبي. 

ولكن في حديثنا اليوم سيكون التركيز أكثر قليلاً على الوجه الآخر للدولة الأيوبية، فعلى الرغم من وجهها المشرق المعروف لدى الجميع والمتمثل بكثرة الانتصارات ضد الصليبيين، إلا أن لها أيضاً وجهٌ آخر بشعٌ مليء بالصراعات والخيانات. مع ذلك، وبشكل عام فقد تمكنت الدولة الأيوبية قبل سقوطها من إعادة تصحيح اﻷخطاء واستعادة معظم الأمجاد من جديد. ولكن سرديات التاريخ المشتهرة بين الناس تكاد يقتصر على صلاح الدين ودوره الكبير في إسقاط الدولة الفاطمية وتحرير القدس في معركة حطين، ثم تنتهي المعلومات الشائعة عن هذا الحد. إلا أنه في عصر انتشار المعلومات يصبح من المعيب الاقتصار فقط على تلك الصورة النمطية البسيطة.

ابن خلدون

ابن خلدون

يُعد ابن خلدون من أكبر وأشهر العلماء والمؤرخين في الحضارة الإسلامية، حيث وصلت شهرته ونظرياته إلى مستوى العالمية، فهو يُعتبر أول مؤسسٍ لعلم الاجتماع وأحد أكبر أصحاب النظريات في فلسفة التاريخ وعلوم السياسة والعلاقات الدولية. كانت حياة ابن خلدون حافلة بالعلم النظري والتطبيقي، فقد درس وقرأ العلم الشرعي والتاريخ، كما عاش الأحداث التاريخية والسياسية بنفسه في صلب دوائر صنع القرار في عصره. 

كان لترحال ابن خلدون والمناصب التي تقلدها أكبر الدور في تشكيل خبراته ونظرياته، حيث طاف بكثير من البلاد اﻹسلامية من أقصى الأندلس إلى الشام، ولكن هذا لا يكفي ليكون المرء عالماً، فهناك الكثير من الخبراء الذين لديهم نظريات ولكنها تموت بموتهم، إلا أن ابن خلدون – باﻹضافة لشخصيته الاجتماعية – كان قادراً على عيش مدة كافيى من العزلة والتأمل لتكوين هذه النظريات وفحصها بدقة، ومن ثم تدوينها ومراجعتها وتصحيحها. فمن هو ابن خلدون وما هي أهم نتاجاته الفكرية والعلمية؟

معركة حطين

معركة حطين

فيما عدا الغزوات النبوية وفتوحات الصحابة الأوائل رضوان الله عليهم، لم تحظ أي معركة كبرى في التاريخ اﻹسلامي بأهمية وشهرة معركة حطين، فبالرغم من تواصل الحملات الصليبية الكبرى من بعدها، وتمكن الصليبيين من استعادة القدس بعد عقود قليلة لبعض الوقت من جديد، فقد كان لهذه المعركة أثر نفسي هائل في ثقة المسلمين بإمكان تحرير جميع ما احتله الصليبيين مهما طال الزمن.

ورغم مضي مئة عام أخرى على معركة حطين حتى تم إجلاء آخر أثر للصليبيين، فقد كانت إنجازاً هائلاً بالنظر لمخططات الصليبيين العظيمة وعدد حملاتهم التي تصل إلى ما يقرب العشرة على مدى قرنين من الزمان. ولا يماثل هذه المعركة في أهميتها وشهرتها إلا معركة عين جالوت الفاصلة ضد الغزو التتري المغولي. ومن أسباب أهمية معركة حطين الكبيرة هي أنها تعطي اﻷمل المؤكد بحتمية تحرير بيت المقدس من جديد من الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، فهي أكثر حادثة تاريخية تؤرق قادته.

من هو الشيخ عز الدين بن عبد السلام

من هو الشيخ عز الدين بن عبد السلام

يُعتبر الشيخ عز الدين بن عبد السلام من كبار العلماء وشيوخ الإسلام في التاريخ، فهو عالم مجتهد على مستوى كبير من أمثال الشيخ أبو حامد الغزالي وشيخ الإسلام ابن تيمية، وقد شهد له الكثير من العلماء باستحقاق هذه المنزلة، مثل ابن دقيق العيد والحافظ الذهبي وابن كثير والسيوطي وآخرين غيرهم. وقد كانت حياته حافلة جداً باﻷحداث والمواقف التي تحتاج إلى العلماء الربانيين حتى لُقّب بسلطان العلماء وبائع الملوك، باﻹضافة كذلك إلى إنتاجه العلمي والتعليمي الغزير على المذهب الشافعي. وقد عاش العز شطراً من حياته في الشام والشطر الثاني في مصر، فمن هو الشيخ عز الدين بن عبد السلام؟ وبماذا تميزت حياته عن غيره؟

الملك الظاهر بيبرس

الملك الظاهر بيبرس

تُعد سيرة الملك الظاهر بيبرس من أكثر سير الملوك والفاتحين المسلمين غنىً باﻷحداث الكبيرة والمعارك والفتوحات الواسعة، كما يمتلئ تاريخ البلاد من مصر إلى الشام مروراً بالسودان والحجاز بقصص الملك الظاهر بيبرس، وهو يعتبر المؤسس الفعلي لدولة المماليك بإنجازاته الكثيرة.
معركة عين جالوت

معركة عين جالوت

معركة عين جالوت بين المسلمين والتتار التي وقعت في (25 رمضان 658 هـ / 3 سبتمبر 1260م) هي أحد أهم المعارك الكبرى والفاصلة في التاريخ اﻹسلامي والتاريخ العالمي على حدٍ سواء، فهي المعركة التي وضعت حداً لتوسع التتار من أقصى شرق اﻷرض، والذي بدا توسعاً بلا توقف حتى يبلغ أقصى غرب اﻷرض، وكانت المعركة بقيادة الملك المظفر سيف الدين قطز في مقابل قائد التتار كتبغا، وتعتبر مدينة القدس هي أسعد مدن العالم اﻹسلامي وقتذاك بالنجاة بأعجوبة من الخطر المغولي المدمر بعد وصولهم إلى بغداد وحلب ودمشق ومعظم مدن الشام وطرفاً من فلسطين وصولاً إلى غزة.