الدولة الزنكية: من عماد الدين إلى نور الدين زنكي
تعتبر الدولة الزنكية أو الدولة الأتابكية مرحلة فاصلة وغير اعتيادية في تاريخ العالم الإسلامي، فقد شكلت جسر الأمل بين فترة سقوط بعض من بلاد المسلمين بأيدي الصليبيين، وفترة بداية حركة الجهاد والتحرير التي وصلت إلى ذروتها في الفترة التالية وهي فترة الدولة الأيوبية. ومع ذلك فإن الجذور الفكرية والإيمانية لانطلاقة الدولة الزنكية تعود إلى دولة السلاجقة، والتي قامت على أهداف كثيرة من ضمنها تحرير الخلافة العباسية من السيطرة البويهية الباطنية، بالإضافة للقضاء على دول شاذة أخرى مثل دولة القرامطة، إلا أنها لم تتمكن من تحرير العالم الإسلامي من الدولة الفاطمية الرافضية، والتي كانت من أسباب ابتعاد المسلمين عن دينهم الصحيح، فقامت الدولة الزنكية بهذه المهمة على خير وجه، وهذا هو أعظم إنجازاتها إضافة إلى التمهيد للتحرير.