السلطان أورخان غازي: حفيد أرطغرل ومؤسس جيش الإنكشارية

السلطان أورخان غازي: حفيد أرطغرل ومؤسس جيش الإنكشارية

مقدمة

يُلقَّب بالملك المُجاهد والسُلطانُ الغازي شُجاعُ الدِّين والدُنيا أُورخان خان بن عُثمان بن أرطُغرُل القايوي التُركماني، ثاني سلاطين بني عُثمان وثاني أولاد عثمان الأوَّل، يعتبر مؤسس جيش الإنكشاريّة الذي بثَّ الرُّعب في نفوس الأعداء لقرونٍ عديدةٍ، والحاكم الذي قضى على نفوذ البيزنطيِّين في آسيا الصُّغرى، وأثناء حكمه، وطأت أقدام الفتوحات الإسلاميَّة لأوَّل مرَّة الشَّرق الأوروبِّي.

قائمة المحتويات:

بداياته

فتح بورصة

توليه الحكم

فتوحاته

    – معركة پيليكانون

    – فتوحات أخرى

انجازاته

    – الميدان العسكري: تأسيس الجيش العثماني الإسلامي وجيش الإنكشارية

    – الميدان السياسي والاقتصادي

العوامل التي ساعدت أورخان في تحقيق أهدافه

أسرته

وفاته

بداياته

أبصر أورخان النُّور في 1 محرم 687هـ، في مدينة سُكود في منطقة مرمرة في تركيا. ولا توجد مصادر كافية تروي نشأته وبداياته، إلَّا أنَّه لم يكد يبلغ سنَّ 18 حتَّى تزوَّج من ابنة صاحب يني حصار، والتي تُدعى نيلوفر، فولدت له سليمان ومراد، وعندما تولَّى مقاليد الحكم كان عمره يناهز 40 سنة.

وفٍي سنة 1300م، فتح أورخان قلعة كوبري حصار، وبعدها صار أميرًا لِلحُدود في قراجة حصار، كما تقلَّد بعد ذلك رُتبة بكلربك أو أمير الأُمراء، وتمَّ تعيينه قائدًا لِجيش هذه الإمارة، وشارك في جميع عمليات والده العسكريَّة، واستطاع فتح قلعة قرەچپوش وقلعة قرەتكين وقلعة أبسو.

ومن أبرز الأحداث الجديرة بالذِّكر هي مساهمته في إنقاذ الموقف بعد الهجوم على سوق قراجة حصار ونهبه من قبل الأمير الكرماني “چفدر تتر”، فقد قام أورخان بتقفِّي أثر النَّاهبين واستعادة ما تمَّت سرقته، كما أسر ابن چفدر تتر ، الّذي تمَّ استغلاله في عقد معاهدة مع الكرميانيِّين.

فتح بورصة

كان فتح مدينة البورصة أحد أهداف والده السُّلطان عثمان، الَّذي وجَّه كامل اهتمامه في سنواته الأخيرة لتحقيق غايته تلك، فبنى قلعتين تُحيطان بها لعزلها والإشراف عليها، ودام حصاره لها حوالي 10 أو 11 سنة، ويعود طول الحصار لضعف إمكانيات العثمانيِّين آنذاك، إلى جانب امتلاك المدينة العديد من الحصون القوية والمنيعة، إذ كانت محمية بقلعة يبلغ طولها 3400 متر.

وأثناء ذلك الحصار، أصيب السُّلطان عثمان بداء الصَّرع، الأمر الذي حال دون متابعته لقيادة الحصار، فاعتزل كلَّ الأعمال العسكريَّة، وأوكل لابنه أورخان إتمام المهمَّة.  

واصل أورخان عزل المدينة دون اللُّجوء للقتال، ففتح “مودانيا” قاطعًا بذلك صلة المدينة بالبحر، وفتح “برونتكوس” الواقعة في السَّاحل الجنوبي لِإزميد، وسماها “قرەمُرسل” على اسم فاتحها “قرەمُرسل بك”، كما فتح بلدة “أدرانوس” التي تقع في جنوب بورصة والَّتي كانت تّدعى مفتاح المدينة، فسمَّاها “أورخان ألي”.

شدَّدت القوات العثمانيَّة الحصار على المدينة حتى يأِس حاكمها الذي كان مدركًا أن سيطرة العثمانيين على بورصة مسألة وقتٍ ليس إلَّا، فقرَّر إخلاء المدينة وتسليمها لأورخان، والذي دخلها يوم (2 جُمادى الأولى 726هـ / 6 نيسان 1326م).

تلى ذلك، إعلان حاكم المدينة “أقرينوس” إسلامه ودخوله في طاعة السّلطان عثمان، وتكريمًا له وتقديرا لبسالته طوال فترة الحصار، تمَّ إعطاءه لقب “بك”، وأصبح لاحقًا أحد أبرز قادة الدولة العثمانيَّة. وهكذا، نجح أورخان في القيام بالمهمة الموكلة إليه، وعاد أدراجه إلى سكود منتصرًا. 

توليه الحكم

لطالما آمن السّلطان عثمان بأنَّ ولده أورخان هو أحق من يجلس على العرش من بعده، كونه كان أكثر كفاءة وجدارة، ولذلك، وقبل وفاته، قام بتوصية أورخان بوصية نلمس فيها روح الإسلام والدفاع عنه، قال فيها: “اعلم يا بني، أنَّ نشر الإسلام، وهداية الناس إليه، وحماية أعراض المسلمين وأموالهم، أمانة في عنقك، سيسألك الله عزَّ وجلَّ عنها… يا بني، إنني أنتقل إلى جوار ربي وأنا فخور بأنَّك ستكون عادلًا في الرعية، مجاهداً في سبيل الله لنشر دين الإسلام. يا بني، أوصيك بعلماء الأمّة أدم رعايتهم، وأكثر من تبجيلهم، وأنزل على مشورتهم، فإنَّهم لا يأمرون إلَّا بخير، … واعلم يا بني، أنَّ طريقنا الوحيد في هذه الدنيا هو طريق الله، وأنَّ مقصدنا الوحيد هو نشر دين الله، وأنَّنا لسنا طُلَّاب جاه ولا دنيا”.

استلم أورخان زمام أمور الإمارة العثمانية بعد وفاة والده سنة 1326م، ومن حسن حظِّ هذه الدّولة أنَّ علاء الدِّين لم يعارض هذه الوصية الّتي حرمته من ملكٍ عظيمٍ، مقدًما الصَّالح العام على الصَّالح الخاص، واكتفى بوزارة المملكة وهي الوظيفة المسمَّاة الآن بالصّدارة العظمى والتي قلَّده إيَّاها أخوه أورخان، فاختصَّ علاء الدّين بتدبير الأمور الداخليِّة، بينما تفرَّغ أورخان للفتوحات الإسلاميَّة. 

وعن سياسته، فقد قام أورخان بمتابعة الحروب والغزوات الّتي كان قد سار عليها والده عثمان، وقام بسكَّ عملة جديدة اسمها أقجة، وهي قطعة بيضاء كان قد كتب على الوجه الأوّل من العملة الشهادتين (أشهدُ أنَّ لَا إِله إلَّا الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله)، وأمَّا الوجه الآخر من العملة فكُتب عليه اسم أورخان والدعاء له بكلمات هي “خلَّد الله مُلكه”.

فتوحاته 

معركة پيليكانون

بعد فتح بورصة وجعلها مقر الحكومة العثمانية، صارت كُلٌ من نيقوميدية ونيقية هدفا لأورخان، فاستولى على شبه جزيرة بيثينيا، وقلعتيّ سمندرة وأبيدوس، اللتان كانتا تحرُسان الطريق العسكري بين القُسطنطينيَّة ونيقوميدية، ونزل في تراقيا، ثُمَّ راح يستعد لِمُهاجمة مدينة نيقية.

سعى الإمبراطور أندرونيقوس الثالث پاليولوگ لِإنقاذ نيقية وإيقاف التقدُّم العُثماني، فشن حملةً عسكريَّة عبر بها مضيق البوسفور في(2 شعبان 729هـ / فيه 1 حُزيران 1329م) ونزل في أُسكُدار وأتى إلى پيليكانون، من أجل العبور للطرف الآخر من مضيق نيقوميدية، وأن يهبط من وادي يالاق دار ويُنقذ نيقية. وما إن وصلت الأنباء لأورخان حتَّى سار بجيش يضم قرابة 8,000 جندي وسيطر على تلال پيليكانون، مفسدا بذلك خطط البيزنطيين للوصول إلى نيقوميدية.

دارت معركة عنيفة بين الجيشين، وانتهت بانتصار القوات العثمانية الذين استغلوا الفوضى التي تسللت لصفوف الجيش البيزنطي بعد انتشار شائعة قتل الإمبراطور، إلا أن الأخير كان قد أصيب فقط بإصابة طفيفة، ثم فر هاربا إلى القسطنطينية.

ومع انهزام القوات البيزنطية في معركة پيليكانون اندثرت آمال إنقاذ نيقية، وتوقف الإمبراطور البيزنطي عن مقاومة الخطر العثماني، وبذلك فلم يعد هناك أي حاجز يمنع أورخان من السيطرة على نيقية ونيقوميدية كذلك.

كان هذا النصر سببا في انضمام جميع القلاع الصغيرة الواقعة في الساحل إلى الأراضي العثمانية مثل جبزي وهاراكا، ولقد عنى سُقوط كُل حُصون وقلاع الأناضول تحوُّل الاهتمام العُثماني نحو القُسطنطينيَّة.

فتوحات أخرى 

بعد الانتصار الساحق في معركة پيليكانون، شدَّد أورخان الحصار على مدينة نيقية، ونظرا للظروف الصعبة التي عايشها أهلها، وفقدهم الأمل في الحصول على أي إمدادات من القُسطنطينيَّة، قاموا بفتح المدينة أمام العثمانيين معلنين بذلك استسلامهم، فدخل العثمانيون المدينة في (21 جُمادى الأولى 731هـ/ 2 آذار  1331م)، وتم تغيير اسم المدينة من نيقية إلى إزنيق.

ومن شدة حسن معاملة أورخان ورأفته بسكان المدينة، اعتنق معظمهم الدين الإسلامي، ذلك أنه سمح لهم بالبقاء في ديارهم، أو المغادرة إن أرادوا ذلك، كما عين ابنه سليمان باشا حاكما عليها، إلا أن الاخير لم يلبث طويلا في منصبه، فقد تم تعيينه صدرا أعظم بعد وفاة عمِّه علاء الدّين.

واصل أورخان فُتوحاته داخل الأراضي البيزنطيَّة في آسيا الصُغرى، فأرسل جيوشه بِقيادة ابنه سُليمان، لِفتح المناطق الواقعة شمالي نهر صقارية، ففتح قلاع كوينيك ومودرينة وتُركجي، ثم فتح إمارة قرەسي بعد وقوع خلاف بين ولدي أميرها بعد موته ولولا عدم اتفاق الأخوين لما تمكن أورخان من ضمها إلا بعد معاناة الحرب والكفاح.

وبعد نجاحه في ضم إمارة قرەسي، وجه اهتمامه نحو نيقوميدية، ففتحها سنة (737هـ/1337م) وغير اسمها إلى إزميد، وبذلك انبسطت الأملاك العُثمانية من الشواطئ الآسيويَّة لِبحر إيجة حتَّى شواطئ البحر الأسود في شمال غرب الأناضول.

انجازاته

الميدان العسكري: تأسيس الجيش العثماني الإسلامي وجيش الإنكشارية

كان تأسيس الجيش الإسلامي أحد أبرز إنجازات أورخان، فقد حرص على إنشاء نظام عسكري جديد ومتطور، عبر تقسيم الجيش لوحدات، تضمَّ كلُّ وحدة 10 أو 100 أو 1000 جندي، كما خصَّص خُمس الغنائم لفائدة جنوده. إلى جانب ذلك، أنشأ مراكز حديثة لتدريب الجيش وتلقينهم المهارات القتاليَّة اللَّازمة.

بالإضافة إلى جهوده لزيادة عدد عساكره والذين بلغ عددهم في عهده حوالي 90,000 جُندي، وبعد فتح إمارة قرەسي، انضمَّ حوالي 25,000 جندي من هذه الإمارة إلى الجيش العُثماني، ولم يكن آنذاك لِأي أميرٍ أناضوليٍّ مثل هذا العدد الهائل من الجنود، وبلغ عددُهم في أواخر عهد أورخان حوالي 115,000 جُندي.

ومن الجدير بالذكر، أنَّه عند سيطرة أورخان على إمارة قرەسي، أصبح بحوزة العثمانيِّين أُسطولًا صغيرًا، بعد أن كان مِلكًا لتلك الإمارة، وقد قام سُليمان باشا بالعناية بهذا الأُسطول وتطويره، فجعل من ميناء آيدنجق قاعدةً بحريَّةً له، وبواسطة هذا الأُسطول عبر سُليمان باشا مضيق چنق قلعة وفتح كاليبولي في (6 صفر 755هـ /2 آذار 1354م).

كما أسَّس أورخان فرقة الإنكشاريَّة بعد أن اقترح عليه ذلك “قرة خليل” أحد قادة الجيش العثماني. كان جيش الإنكشاريَّة يضمُّ أولادًا تمَّ اختيارهم في سن يافع، وكانوا من أبناء المسلمين ذوي التربية الصوفية الجهادية، أو الأولاد الذين تمَّ أسرهم في الحروب والمعارك. 

يتألف جيش الإنكشارية من 3 فرق مختلفة، هي: السكمان والجماعة والفرقة، وتنقسم هذه الفرق بدورها إلى عدد من الوحدات، تدعى أورطة، ولكل أورطة شارة تو١ع على أبواب ثكناتها وعلى أعلامها وخيامها التي كانت تقام في ساحات القتال، وكانت هذه الشارات إما سمكة أو مفتاحا أو خُطَّافا أو هراوة ذات طرف مدبب.

كان الجيش الإنكشاري سلاحا رهيبًا وحادًا، أدى أفراده دورا كبيرا في توسيع رقعة الدولة وفي سقوطها في نهاية الأمر، وذلك ما أفسح لهم الطريق كي يقفزوا إلى أعلى الرتب العسكرية ويتقلدوا أخطر المناصب القيادية العسكرية منها والمدنية.

وإذا كانت الدولة قد استفادت منهم في ساحات القتال في عصرها الذهبي، فقد أزعجها وأضعفها نزوعهم إلى حركات العصيان والتمرد في العصور التالية، لتحقيق مطالب لهم حينا والتدخل في السياسة العليا للدولة أحيانا، متجاوزين بذلك اختصاصاتهم كمحاربين.

الميدان السياسي والاقتصادي

قام أورخان بسن العديد من القوانين والتشريعات الجديدة جاعلًا من إمارته دولة فعلية، فعلى سبيل المثال، إنشاء منصب الصدارة العظمى، وديوان لِمناقشة شُؤون الحُكم.

وعشية وفاة أورخان، كانت الأراضي العثمانيَّة تنبسط على مساحة تقدر بحوالي 950,000 كلم2، أي أنها تضاعفت 6 مرات منذ جلوسه على العرش.

كما أصدر أورخان غازي قانون التجارة في بورصة بعد قانون والده عُثمان الذي صدر في إسكي شهر، والذي يعتبر أحد أقدم القوانين العُثمانيَّة والذي يضم 21 مادة. وزيادة على المواد التي تُحدد الضريبة المفروضة على أصحاب الحرف والدكاكين، فقد وُضعت لِأوَّل مرَّة قوانين لِتحديد معايير الإنتاج والتشغيل لِعُمَّال الحمَّامات والعسكريين.

العوامل التي ساعدت أورخان في تحقيق أهدافه:

1-المرحلية التي سار عليها أورخان واستفادته من جهود والده عثمان وتوفر الإمكانيات المادية والمعنوية التي ساعدتهم على فتح الأراضي البيزنطية في الأناضول، ولقد تميزت جهود أورخان بالخطى الوئيدة والحاسمة في توسيع دولته وبسط حدودها.

2-تميز العثمانيين بوحدة الصف ووحدة الهدف ووحدة المذهب الديني.

3-وصول الدولة البيزنطية إلى حالة من الإعياء الشديد، وإصابة المجتمع البيزنطي بالتفكك السياسي والانحلال الديني والاجتماعي، مما سهل عملية ضم أقاليم هذه الدولة للأملاك العثمانية.

4-ضعف الجبهة المسيحية نظرًا لعدم الثقة بين السُّلطات الحاكمة في الدولة البيزنطية وبلغاريا والمجر وبلاد الصرب، ولذلك تعذر في أغلب الأحيان تنسيق الخطط السياسيّة والعسكريّة للاتحاد ضدَّ العثمانيّين.

5-الخلاف الديني بين روما والقسطنطينية أي بين الكاثوليكية والأرثوذكسية، الذي ترك آثارا عميقة الجذور في نفوس كلا الطرفين.

6-ظهور النظام العسكري الجديد تحت إشراف خيرة قادة العثمانيين.

أسرته

تزوج السَّلطان أورخان بالعديد من النساء، هن:

سُلطان بك خاتون، أنجبت للسلطان بنتا تدعى خديجة خاتون.

نيلوفر خاتون، اعتنقت الإسلام بعد زواجها من أورخان، وأنجبت كل من: 

-سُليمان باشا، ولد عام 1316م، وهو أكبر أولاد أورخان ووليّ عهده المفترض، تُوفي بعد أن سقط عن حصانه.

-مُراد الأوَّل، خلف والده على العرش، ويعتبر ثالث سلاطين آل عُثمان، استمرت فترة حُكمه 31 سنة.

-تذكر بعض المصادر أنَّها أنجبت ولدًا آخر يدعى قاسم باشا.

آسپورچه خاتون: تزوَّجها أورخان عام 1316م، وأنجبا ولدًا وبنتين، يتواجد ضريحها في تُربة زوجها بِبورصة. أنجبت إبراهيم باشا وفاطمة خاتون وسلجوق خاتون.

تُيُودورة قانتاقوزن خاتون: والدها إمبراطور بيزنطة يُوحنَّا السادس قانتاقوزن ووالدتها آيرين آسانينا. تزوَّجت أورخان عام 1346م، وأنجبا إبنًا واحدًا يدعى:

خليل باشا، يُشتهر بِسبب حادثة خطفه من قبل القراصنة الجنويين.

مريم خاتون: ابنة الإمبراطور البيزنطي أندرونيكوس الثالث باليولوك.

إفتان ديسه خاتون.

بيالون خاتون.

وفاته

في سنة 1357م، توفي سليمان باشا، وليُّ عهد الدولة، بسبب سقوطه من على ظهر جواده، وصارت ولاية العهد بعده إلى أخيه مراد، وتولى منصب الصدارة بعده الوزير خير الدين باشا.

كان موت سُليمان سببًا في وقف التقدُّم العُثماني في أوروبا مؤقتا، كونه أكثر أبناء أورخان كفاءةً ومهارةً، ومن شدة ما تأسف عليه والده، انفطر قلبه حزنا، وتراكمت عليه الأمراض حتَّى تُوفي في (جُمادى الأولى 761هـ/آذار 1360م) وعمره 81 سنة، عقيب أن قضى على كرسي الملك 35 سنة، قضاها في تنظيم شؤون الرعية وفتح المدن وضمِّها لأملاك العثمانيّين، وقد واروه التراب بما لاق له من التعظيم بجوار ضريح والده، فقد كان حاكمًا عادلًا، رؤوفًا، ذا هيبة، رحمه الله رحمةً واسعةً.

المراجع 

-“تاريخ الدولة العثمانية”، للدكتور تيسير جباره.

-“تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الإنحدار”، للدكتور خليل اينالجيك.

-“تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة”، للدكتور محمد سهيل طقوش.

-“سلاطين الدولة العثمانية؛ عوامل النهوض وأسباب السقوط”، للدكتور إبراهيم حسنين.

-“رجل من صناع التاريخ، أورخان غازي”، للدكتور الصفصافي أحمد القطوري.

-“تاريخ سلاطين بني عثمان، من أول نشأتهم حتى النهاية”، للمؤلف حضرة عزتلو يوسف بك آصاف.

-“سلاطين بني عثمان”، للدكتورة ماري ملزباتريك.

-“تاريخ الدولة العلية العثمانية”، لمحمد فريد.

-“سلالة تاريخ بني عثمان؛ سلالة أرطغرول”، للبروفيسور أحمد شيمشيرغيل.