الرستميون هي سلالة حاكمة تنتمي إلى المذهب الإباضي حكمت في بلاد المغرب الأوسط (الجزائر حاليا) بين سنة 776 م و 906م ( 162 هـ – 297 هـ) و عاصمتها تيهرت (تيارت الحديثة حاليا).
تأسيس الدولة
قامت الدولة الرستمية في المغرب الأوسط على يد عبد الرحمان بن رستم بن بهرام وهو ذو أصول فارسية, وكانت قاعدتها مدينة تيهرت.
ازدهرت الدولة في عهد بني رستم حتى صارت ملتقى التجار والعلماء والكتاب ورجال الصناعة والفن وأرباب الحرف من كل مكان, فكان لذلك أثره في نمو تجارة الدولة واتساع مواردها الإقتصادية.
اشتهرت هذه الدولة بنظام الشورى المطبق فيها, بعدالة أئمتها وصلاحهم وتقواهم, وقد كان يعيش فيها أتباع جل المذاهب الإسلامية, وكانوا يمارسون عبادتهم بكل أمان وحرية.
أصبحت الدولة الرستمية في عهد عبد الرحمان بن رستم قوية يهابها جيرانها, فقد ذهب في مجال تأمين حدود دولته ليخلق حالة من الإستقرار السياسي بين دولته وسائر القوى السياسية الأخرى كالأغالبة و الأدارسة.
عقيدة الرستميين
تتفق عقيدة الإباضية – وهي العقيدة الرسمية للدولة – مع أهل السنة والجماعة في الكثير و تختلف معهم في القليل, فهم يعترفون بالقرآن والحديث كمصدر للعلوم الدينية والفقه الإسلامي ويأخذون أيضا بالإجماع.
و قد انقسم الإباضيون إلى عدة أحزاب ولكن في عمومهم تتوفر لديهم كثير من جوانب الإعتدال في عقيدتهم, ورغم أنهم قد نسبوا إلى الخوارج إلا أنهم يرون أنهم حافظوا على تعاليم الإسلام الحقة, ويرون القدوة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم في أبي بكر وعمر.
سمي اسم المذهب نسبة إلى عبد الله بن اباض التميمي, بينما ينسب المذهب إلى التابعي جابر بن زيد, الذي كان من أهم تلامذة عائشة وابن عباس رضي الله عنهم جميعا.
قائمة الأئمة
1. عبد الرحمان بن رستم ( 776-784 م) – (156-168 هـ)
2. عبد الوهاب بن عبد الرحمان (784-832 م) – (168-217 هـ)
3. أفلح بن عبد الوهاب (832-871 م) – (217-257 هـ)
4. أبو بكر بن الأفلح (871-871 م) – (257-258 هـ)
5. محمد بن الأفلح (871-894 م) – (258-280 هـ)
6. يوسف بن محمد الحكم (894-897 م) – (280-284 هـ)
7. يعقوب بن الأفلح (897-901 م) – (284-288 هـ)
8. يوسف بن محمد الحكم (901-906 م) – (288-293 هـ)
9. يقظان بن محمد أبي اليقظان بن الأفلح (906-909 م) – (293-296 هـ)
سقوط الدولة
استمرت الدولة الرستمية لأكثر من 130 سنة منذ أن نشأت في سنة 156 حتى عام 296 للهجرة, وقد تعرضت الدولة لكثير من الفتن والثورات وصمدت في أغلبها, منها ثورة النكار التي هزت أركان الدولة في عهد عبد الوهاب بن عبد الرحمان بن رستم, حيث أشعلت هذه الثورة من قبل قوم أنكروا إمامة عبد الوهاب وطالبوا بتكوين مجلس الشورى يكون أعضاؤه أشخاصا معروفين و جديرين بالثقة.
وقد سقطت الدولة الرستمية على يد الفاطميين سنة 296 للهجرة و 909 للميلاد بعد زيادة الفتن والنزاعات الداخلية في أسرة الإمامة, حيث دخل أبو عبد الله الشيعي مدينة تيهرت وأدى بذلك نهاية حكم الرستميين على المدينة, ففر بعد ذلك الإباضيون إلى ورقلة ثم وادي ميزاب حيث استقر بهم المطاف.